تداعيات انفجار محطة فوكوشيما
السلامة النووية تعيد تشكيل صناعة الطاقة في العالم
يوجد نحو 440 مفاعل طاقة نووية قيد العمل في شتى أرجاء العالم
ومنها 60 قيد الإنشاء، و 493 مفاعلاً آخر تم التخطيط لإنشائها
إد كروكس وسيلفيا بفايفر
في يوم السبت 16 نيسان (أبريل)، ضرب إعصار مصنع الطاقة النووية في سوري بولاية فيرجينيا الأمريكية، وقطع إمداد الطاقة عن الشبكة إلى موقع مفاعلين أمريكيين.
يعتبر ”انقطاع الكهرباء عن المحطة” – فقدان إمداد الطاقة اللازم لإبقاء أنظمة التبريد في المفاعل تعمل – التهديد الأكثر خطورة الذي يمكن أن يواجهه مفاعل الطاقة النووية. وكان ذلك هو ما سبب الأزمة في مجمع شركة تيبكو للطاقة في فوكوشيما دياتشي باليابان قبل قرابة سبعة أسابيع. وبدأت المفاعلات بالانهيار حينما أطاح إعصار سونامي الذي أعقب الزلزال الذي حدث في 11 آذار (مارس) بإمداد الطاقة الاحتياطي الذي يستخدم لضخ المياه لتبريد الوقود النووي.
إنه نوع التهديد الذي يجب أن تكون الصناعة النووية قادرة على معالجته إذا أرادت أن يكون لها مستقبل. وحيث أن العالم يعمل على تقييم تأثير فوكوشيما، يعرف التنفيذيون في الصناعة النووية أن عليهم استعادة ثقة الجمهور. وحسبما قال جين إليس، رئيس معهد عمليات الطاقة النووية، هيئة التنظيم الذاتي الأمريكية، في الشهر الماضي، فإن الصناعة عند ”نقطة محورية” بعد ”نكسات مرئية، وأخرى عميقة”.
في الوقت الذي يصبح فيه الوقود الأحفوري أكثر تكلفة، ويستمر ارتفاع المخاوف بشأن تهديد الاحتباس الحراري العالمي عالية، ما زال العديد من أساليب الطاقة المتجددة غير مثبت بعد كمصادر كبيرة للكهرباء، كان يجب أن تكون هذه اللحظة لحظة نووية. وكان موردو المفاعلات، مثل شركة أريفا الفرنسية، وشركة جي إي هيتاشي، وشركة توشيبا ويستنغ هاوس الأمريكيتين- اليابانيتين فضلاً عن مفاعلات مثل شركة إي دي إف الفرنسية، و شركة وآر دبليو إي الألمانية، وشركة إنيل الإيطالية – يتطلعون قدماً إلى ”النهضة النووية” من الاستثمارات في المفاعلات الجديدة التي كانت معلقة منذ كارثة تشرنوبل عام 1986.
هناك حوالي 440 مفاعل طاقة نووية قيد العمل في شتى أرجاء العالم، وفقاً للاتحاد النووي العالمي، وهو تجمع للصناعة. وهناك 60 مفاعلاً آخر قيد الإنشاء، وهناك 493 مفاعلاً آخر تم التخطيط لإنشائها، أو اقتراحها، الأمر الذي يخلق سوقاً يمكن أن تكون قيمتها آلاف المليارات من الدولارات خلال العقود المقبلة.
في أعقاب فوكوشيما، بقيت هذه الآمال حية، ولكنها تقلصت. وفي ألمانيا، تواجه المفاعلات القائمة عمليات إغلاق. وتوفر الطاقة النووية حالياً نسبة 14 في المائة من كهرباء العالم، ولكن حصتها المستقبلية موضع تشكيك. وانخفض مؤشر بورصة دبليو إن إيه للطاقة النووية العالمية بحوالي 12 في المائة بأسعار الدولار الأمريكي منذ زلزال اليابان، مقارنة بانخفاض مقداره نحو 2 في المائة في المؤشر الأمريكي ستاندرد آند بورز لأفضل خمسمائة شركة. وفي اجتماع لتنفيذيي الطاقة النووية عقد أخيراً في نيويورك، حذرت شركات، بما فيها شركة أمريكان إلكتريك باور، وشركة ديوك إنيرجي في الولايات المتحدة، فضلاً عن شركة إي دي إف، و شركة آر دبليو إي، و شركة إنيل، و شركة تيبكو، على نحو قلق من أن الحد من استخدام الطاقة النووية يمكن أن يجلب للبلدان ”تكاليف أعلى بدرجة كبيرة، وطاقة انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون بمقادير أقل، ومخاطر إزاء القدرة على الاعتماد” في إمدادات الكهرباء.
مع ذلك، ينبغي للصناعة أن تطمئن الناس بأنه ليس فقط أن إخفاقات محددة في فوكوشيما لا يمكن أن تحدث مجدداً، وإنما كذلك أن الأنظمة والإجراءات سوف تقلل إلى الحد الأدنى مخاطر الأزمات المختلفة التي يمكن أن تضرب مفاعلاً في مكان آخر.